
وفاق سطيف أون لاين: تأهل رديف نجم مقرة إلى نهائي كأس الرابطة، بتشكيلة تضم لاعبين سبق لهما المرور عبر وفاق سطيف، قبل أن يتم التفريط فيهما بطريقة أثارت العديد من التساؤلات.
ويتعلق الأمر بكل من عيشوش آدم، هداف أواسط الوفاق الموسم الماضي بـ22 هدفًا، والذي واصل تألقه هذا الموسم أيضًا بتسجيله 9 أهداف، دون أن يحظى بفرصة التدرج نحو الفريق الأول، أو حتى ربطه بعقد احترافي رغم مستواه اللافت. المفارقة أن الإدارة احتفظت بلاعبين لم يسجلوا سوى ثلث عدد أهدافه!
أما الحالة الثانية، فهي رامي بن الطيب، الذي خضع للتجارب الصيف الماضي مع رديف الوفاق، لكنه اصطدم بسياسة المناجير التقني العام عبد الكريم بيرة، الرافضة لاستقدام لاعبين من خارج ولاية سطيف، ليضيع الوفاق فرصة التعاقد مع هداف نجم مقرة الحالي، والذي أثبت جدارته بقوة هذا الموسم.
وسيواجه رديف نجم مقرة في نهائي كأس الرابطة نظيره من نادي بارادو، الذي تأهل بعد فوزه على رديف شباب الساورة بركلات الترجيح، عقب نهاية اللقاء بالتعادل السلبي.
الفئات الشبانية ضحية سياسة الإقصاء
ما تعيشه الفئات الشبانية لوفاق سطيف ليس حالة معزولة، بل نتيجة مباشرة لسياسة إقصائية انتهجها بيرة خلال فترة إشرافه على التكوين، حيث تم تهميش عشرات المواهب لمجرد أنها لا تنتمي لولاية سطيف، في وقت كانت فيه النوادي الطموحة تبحث عن مثل هؤلاء وتمنحهم الفرصة، كما فعل نجم مقرة مؤخرًا.
ورغم إقالة بيرة، إلا أن تبعات قراراته لا تزال حاضرة، بعدما غادرت مواهب واعدة نحو فرق أخرى، بعضها بات اليوم ينافس في أعلى المستويات، فيما بقي الوفاق يعاني من ضعف واضح على مستوى التدرج الداخلي للاعبين الشبان نحو الفريق الأول.
الخطأ جماعي… وليس بيرة وحده المسؤول
بقدر ما نُحمّل بيرة مسؤولية هذا الانحدار في سياسة التكوين، إلا أن المسؤولية الأكبر تقع على كل من كان وراء جلبه، ومن بارك تعيينه، ومن ترك له المجال لفرض معايير لا تمت بصلة للمنطق الرياضي. نادي مثل وفاق سطيف كان يفترض أن يكون قبلة للمواهب، لا أن يُغلق أبوابه في وجوههم بناءً على الجغرافيا.
من صائد للمواهب… إلى نادٍ يُفرّط فيها
الوفاق الذي خطف في وقت سابق محمد الأمين عمورة من جيجل، وأحمد قندوسي من سعيدة، وكان بمثابة نقطة التقاء للمواهب من مختلف جهات الوطن، أصبح اليوم نادياً يقصي المواهب ويُقصّر في احتضانها، مفضّلاً أسماء محلية فقط، بغض النظر عن مستواها.
في وقت سابق، كان الوفاق يختار الأفضل، واليوم أصبح يُقصي الأفضل ويحتفظ بالأقل مستوى، في مشهد يحزن كل من يعرف تاريخ هذا النادي الكبير.
رسالة إلى من يهمه الأمر…
إذا أراد الوفاق استعادة بريقه الحقيقي، فعليه أن يبدأ من الجذور: من الفئات الشبانية، ومن إعادة النظر في من يُسيّر هذه الفئات، ومن يختار عناصرها، وعلى أي أساس. فالمستقبل لا يُبنى بالشعارات، بل بالكفاءات، وبفتح الأبواب أمام المواهب دون تمييز ولا إقصاء.