
وفاق سطيف أون لاين: لم يكن بيان مجمع “سونلغاز”، المالك والممول الرئيسي لنادي وفاق سطيف، مجرد ردة فعل عاطفية على سلسلة من النتائج السلبية، بل كان بمثابة جرس إنذار رسمي، يعكس حجم القلق والتذمر من تدهور صورة الفريق على المستويين الفني والتنظيمي، رغم كل أشكال الدعم التي وفرتها المؤسسة العمومية خلال الموسم.
أزمة ثقة بين الطموح والواقع
سونلغاز عبّرت بصراحة عن “امتعاضها الشديد”، وهو تعبير نادرًا ما يُستخدم في بيانات الشركات الداعمة للأندية، ما يدل على أن الوضع تجاوز حدود القلق العادي، ووصل إلى مستوى أزمة ثقة بين ما يُنتظر من الوفاق كـ”مشروع كروي ريادي” تديره شركة وطنية كبرى، وبين واقع فريق فقد بوصلة المنافسة والاستقرار.
قراءة في مضمون البيان
البيان الرسمي سلّط الضوء على 3 محاور أساسية:
-
تراجع الأداء الفني والتكتيكي: حيث وُجهت انتقادات مباشرة للاعبين والجهاز الفني لعدم الالتزام بالخطط المسطرة.
-
ضعف في التنظيم والإدارة: إشارة إلى أن الأزمة ليست فنية فقط، بل تمتد إلى الجوانب التسييرية.
-
التحضير لاجتماع حاسم: وهو أهم ما ورد في البيان، حيث تم الإعلان عن انعقاد جلسة عمل استثنائية لاتخاذ قرارات استعجالية وصارمة.
هذه العناصر تشير إلى أن سونلغاز لم تعد تكتفي بتمويل الفريق، بل تتجه نحو فرض منطق “الحوكمة الرياضية”، وهو أمر طبيعي في ظل التراجع المستمر رغم الإمكانات الكبيرة.
من يتحمل المسؤولية؟
في ظل هذا الوضع، تتوزع المسؤولية بين عدة أطراف:
-
الإدارة: التي فشلت حتى الآن في ضبط بيت الوفاق، سواء من حيث اختيار الطاقم الفني أو إدارة الأزمات.
-
الطاقم الفني: الذي لم ينجح في خلق هوية واضحة للفريق، وظهر عاجزًا أمام فرق أقل خبرة وإمكانيات.
-
اللاعبون: الذين يفتقدون للروح القتالية والانضباط التكتيكي، ما أدى لتراجع مخيف في المستوى العام.
هل تكون بداية التغيير؟
الاجتماع المرتقب بين مسؤولي سونلغاز وإدارة النادي قد يكون الفرصة الأخيرة أمام الكثير من الأسماء للحفاظ على مناصبها، وقد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها “تجديد شامل” على جميع المستويات. ولكن، يبقى السؤال المطروح: هل سيتحول البيان إلى خطة تنفيذية واضحة؟ أم سيكون مجرد محاولة لامتصاص غضب الشارع السطايفي؟
ختامًا
وفاق سطيف لا يمرّ فقط بأزمة نتائج، بل يعيش لحظة مراجعة عميقة لخياراته ومرجعياته. بيان سونلغاز، وإن جاء متأخرًا، قد يكون نقطة التحول التي يحتاجها النادي لاستعادة توازنه، شرط أن تترجم النوايا إلى قرارات جريئة، تضع الوفاق على السكة الصحيحة، وتعيد له هيبته كأحد أكبر أندية الجزائر.