
وفاق سطيف أون لاين: في الوقت الذي يعيش فيه وفاق سطيف واحدة من أسوأ فتراته على كافة المستويات، سواء من حيث النتائج أو التسيير، تواصل الشركة المالكة “بلاك إيغلز” التابعة لمجمع سونلغاز انتهاج سياسة أثبتت فشلها، عنوانها الولاءات والمحاباة بدل الكفاءة والعمل الجاد.
من يتابع واقع الفريق، يُدرك حجم التدهور الذي يعرفه النادي العريق، حيث لا مؤشرات على وجود مشروع رياضي واضح المعالم، لا في الفريق الأول الذي يكتفي بلعب أدوار ثانوية، ولا في الفئات الشبانية التي تعاني المحسوبية. والكارثة الأكبر أن من يدير النادي لا يبدو معنيًا بإصلاح الأوضاع، بل بتثبيت شبكة من “الولائيين” لضمان الصمت وتفادي الانتقادات.
مناصب بـ”أجرة شهرية”… مقابل الصمت!
حسب ما تداولته مصادر مطلعة، فإن الشركة المالكة باتت تمنح مناصب شكلية لعدد من اللاعبين السابقين للنادي، بأجور شهرية محترمة، مقابل الحفاظ على صمتهم وعدم انتقاد طريقة تسيير الفريق. هؤلاء يُقدَّمون كـ”أبناء النادي” لكنهم غائبون تمامًا عن أداء أدوارهم، ولا يظهرون ولا ينتقدون السياسة الفاشلة بل يكتفون بالصمت أو شكر شركة سونلغاز!
بورحلي ناطق رسمي… بصوت خافت!
آخر فصول هذا التسيير الغريب، كان تعيين يسعد بورحلي ناطقًا رسميًا باسم الفريق، وهو لاعب سابق يحظى باحترام واسع، لكن السؤال المطروح: هل بورحلي هو الخيار المناسب لهذا المنصب؟ أليس من المفروض أن يُسند هذا الدور إلى شخص يتمتع بكفاءة في التواصل، وحسن اختيار المصطلحات، وفهم طبيعة التعامل مع الإعلام، كما كان الحال مثلًا مع عبد الحكيم سرار في فترات سابقة؟
غياب الرؤية.. وحصار الكفاءات
الواقع أن وفاق سطيف أصبح رهينة لسياسات لا تمت بصلة للتسيير العصري للأندية المحترفة. الكفاءات مُبعدة، والمبادرات النوعية مُحاصرة، والقرارات الكبرى تُتخذ بعيدًا عن النقاش والتشاور، في وقت تُستخدم فيه الرموز السابقة كـ”حواجز صد” لأي انتقاد أو احتجاج.
وفي ظل هذا التسيير العقيم، تتجه الجماهير أكثر فأكثر نحو فقدان الثقة، ليس فقط في الإدارة الحالية، بل حتى في مستقبل النادي، ما لم تحدث مراجعة شاملة تُعيد الأمور إلى نصابها، وتُخرج الوفاق من منطق “المكافئة بالتعيين” إلى منطق “الاحتراف الرياضي”.