وفاق سطيف أون لاين: عرفت عودة كأس الأفروآسيوية للأندية متعة كبيرة لعشاق كرة القدم، بعدما توقفت المنافسة لأكثر من 26 عامًا.
هذه البطولة التي تجمع بين بطل دوري أبطال أفريقيا وبطل دوري أبطال آسيا، استرجعت أجواء الماضي الحافل بالإثارة، لتعيد إلى الواجهة ذكريات لامعة صنعتها أندية بارزة في القارتين.
مصر تحافظ على اللقب للمرة الثانية تواليا
عادت البطولة بنظام المباراة الواحدة، حيث أحرز الأهلي المصري لقب النسخة الماضية بعد فوزه على العين الإماراتي في ملعب لوسيل بالدوحة، ليرفع رصيده إلى لقبين تاريخيًا، قبل أن ينجح مواطنه بيراميدز هذا العام في الظفر بالكأس عقب تغلبه المثير على أهلي جدة السعودي بنتيجة (3-1)، في واحدة من أكبر مفاجئات البطولة.
ورغم توفر الأهلي السعودي على العديد من النجوم في مقدمتهم رياض نحرز الا انه فشل في تخطي بطل إفريقيا مادي بيراميدز على فاز على بطل آسيا في أرضه وأمام جماهيره.
وبذلك رسخت البطولة مكانتها من جديد كموعد كروي مميز، خصوصًا وأن الفائز بها يحصل على جائزة مالية كبيرة قدرها 3 ملايين دولار، إضافة إلى بطاقة التأهل نهائيات كأس القارات للأندية التي استحدثتها الفيفا لتكون بديلة عن كأس العالم للأندية في نسختها السابقة.
تفوق أفريقي تاريخي على آسيا
منذ انطلاقتها عام 1986، شهدت البطولة 13 نسخة إلى غاية اليوم، تميزت خلالها بتفوق الأندية الأفريقية التي نالت 10 ألقاب مقابل 3 فقط للأندية الآسيوية. وهو ما يعكس القوة التنافسية لأندية القارة السمراء وقدرتها على فرض نفسها في هذا الموعد الدولي.
وفاق سطيف… ذاكرة جزائرية خالدة
ويظل وفاق سطيف النادي الجزائري الوحيد المتوج بالكأس الأفروآسيوية، بعدما خطف اللقب سنة 1989 على حساب السد القطري. ذلك التتويج التاريخي منح “النسر الأسود” إشعاعًا عالميًا ورسخ مكانة الجزائر في هذه المسابقة.
وكان مقرّرًا أن يواجه الوفاق وقتها إي سي ميلان الإيطالي بقيادة رود خوليت في مباراة نهائية في بطولة كأس العالم للأندية، غير أن المواجهة أُلغيت لأسباب تنظيمية وخلافات بين الكاف والاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، بقي إنجاز الوفاق واحدًا من أبهى المحطات التي يفتخر بها الجزائريون في ذاكرة الكرة القارية.
أهمية عودة بطولة كأس الأفروآسيوية
إن عودة البطولة اليوم لا تقتصر على استعادة منافسة قديمة، بل تحمل بعدًا أكبر يتمثل في تعزيز الروابط بين القارتين، وإعادة إشعال التحدي الكروي بين بطل أفريقيا وبطل آسيا. كما تمثل فرصة للأندية لتأكيد مكانتها عالميًا، في ظل ارتباط الكأس الأفروآسيوية بمسابقات أكبر مثل كأس القارات للأندية.
وبين إنجازات الماضي ورهانات الحاضر، تظل كأس الأفروآسيوية بطولة استثنائية تستحق كل هذا الاهتمام. وبينما يفتخر الأفارقة بتاريخهم الناصع في هذه المسابقة، يظل وفاق سطيف شاهدًا خالدًا على أن الجزائر كانت دائمًا في قلب الأحداث، لتبقى العودة الجديدة للمسابقة مصدر متعة كروية متجددة، ومناسبة لكتابة فصول جديدة من الإثارة بين عملاقي أفريقيا وآسيا.
