
وفاق سطيف أون لاين: شكلت القائمة الأخيرة للمنتخب الوطني المحلي التي أعلن عنها المدرب مجيد بوقرة صدمة كبيرة لأنصار وفاق سطيف، بعدما خلت تقريبًا من لاعبي الفريق، باستثناء الحارس طارق بوسدر الذي كان الاسم الوحيد الممثل للنسر الأسود.
غياب يعتبر سابقة نادرة منذ أكثر من 15 عامًا، ويكشف بوضوح حجم التراجع الكبير الذي يعيشه النادي العريق، خاصة على مستوى نوعية التعداد الحالي.
في سنوات مضت، كان وفاق سطيف يشكل العمود الفقري للمنتخبات الوطنية، حيث استدعى المدرب عبد الحق بن شيخة سنة 2011 ما لا يقل عن 12 لاعبًا من الوفاق، خمسة منهم شاركوا أساسيين. وتكرر المشهد سنة 2020 مع مجيد بوقرة الذي اعتمد على ستة لاعبين من النسر الأسود ضمن التشكيلة الأساسية.
أما اليوم، فالوضع انقلب رأسًا على عقب، ليجد الفريق نفسه ممثلاً بحارس مرمى فقط، في مشهد صادم لكل المتتبعين.
وعزا كثيرون هذا التراجع إلى سياسة الانتدابات الكارثية التي انتهجتها إدارة الفريق في الفترة الأخيرة، خاصة في عهد المدير الرياضي السابق عبد الكريم بيرة. فبدل التعاقد مع لاعبين ذوي جودة عالية قادرين على صناعة الفارق ولفت انتباه المدربين الوطنيين، اتجه الفريق نحو استقدام عناصر متوسطة لم ترتقِ لطموحات الأنصار ولا لمستوى المنافسة القارية والوطنية.
وفي هذا السياق، كتب المدير الرياضي السابق للنادي هشام بوعود على صفحته الرسمية تعليقًا لاذعًا جاء فيه:
“قائمة المنتخب المحلي مهداة إلى صاحب مقولة الميدان مرآة ولا فرق بين لاعب يتقاضى أجورًا كبيرة أو صغيرة”، في إشارة إلى فشل التسيير الرياضي الأخير الذي انعكس بشكل مباشر على مكانة لاعبي الوفاق في الساحة الوطنية.
وأضاف بوعود بحرقة:
“كنا في وقت مضى المموّل الأول للمنتخب الوطني، كنا نستدعي 13 لاعبًا دفعة واحدة، أما اليوم، فتبقى لنا حارس مرمى واحد فقط.”
ويبدو أن هذه الصدمة الأخيرة ستكون جرس إنذار حقيقي لكل المسؤولين عن الفريق، لإعادة النظر في السياسة الرياضية، والعودة إلى استراتيجية قائمة على التكوين والتدعيم النوعي الذي يعيد وفاق سطيف إلى مكانته الطبيعية كقاطرة للكرة الجزائرية.